رئيس جمهورية طاجيكستان

مقابلة مع مراسلي وكالة الأنباء الوطنية القطرية

15:30 09.06.2023 ،مدينة دوشنبه

في 8 يونيو ، أجاب مؤسس السلام والوحدة الوطنية - زعيم الشعب ، فخامة الرئيس / إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان ، على أسئلة الصحفيين من وكالة الأنباء الوطنية القطرية ، بمناسبة زيارة الدولة لأمير دولة قطر.

سئل مراسل وكالة الأنباء الوطنية القطرية رئيس الدولة ، فخامة الرئيس / إمام علي رحمان ، أسئلة حول زيارة الدولة لأمير دولة قطر ، وتطور العلاقات بين دولة قطر وجمهورية طاجيكستان ، والوضع الحالي وآفاق التعاون الثنائي ، وكذلك حول مجالات التعاون الرئيسية.

خلال المقابلة ، تم التعبير عن الرأي العام للجانب الطاجيكي فيما يتعلق بإيجاد سبل لحل أهم المشاكل العالمية على كوكب الأرض ، مثل نقص مياه الشرب ، وتغير المناخ وعواقبه ، والحفاظ على الأنهار الجليدية.

تجدر الإشارة إلى أن جميع المبادرات العالمية لزعيم الشعب ، فخامة الرئيس / إمام علي رحمان بشأن حل المشكلات العالمية والاستخدام الفعال والرشيد للموارد المائية قد جذبت انتباه المجتمع الدولي.

 

1.    تشهد العلاقات بين دولة قطر وجمهورية طاجيكستان تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وكيف تقيّمون زيارة أمير دولة قطر لبلدكم؟

تولي جمهورية طاجيكستان في سياستها الخارجية أهمية كبيرة بتطوير العلاقات مع الدول العربية ، بما في ذلك دولة قطر. نحن نقدر عاليا مستوى ومسار تطور العلاقات متعددة الأوجه بين طاجيكستان ودولة قطر وآفاقهما المستقبلية، والتي تقوم على القيم الحضارية المشتركة والتفاهم المتبادل والثقة واحترام المصالح المشتركة.

لذلك ، يمكن القول بثقة تامة بأن زيارة الدولة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى طاجيكستان ستسهم بشكل فعال في زيادة تعزيز مجموعة علاقات التعاون بين البلدين ، بما في ذلك العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والإنسانية، وستعطي لها محتوى وزخما عمليا جديداً.

بداية ، أود أن أشير إلى أنه خلال زيارة سمو الامير، نعتزم الافتتاح الرسمي لمسجد عصري في دوشنبه -عاصمة طاجيكستان ، والذي تم بناؤه بدعم وتمويل من دولة قطر الشقيقة.

ونعتبر الزيارة الحالية للوفد القطري  على مستوى القمة استمرارًا منطقيًا للحوار المتواصل بين البلدين.

والمحادثات على مستوى القمة عام 2007 في دوشنبه ، وفي عام 2017 في الدوحة أثناء زيارتي الرسمية لدولة قطر ، وفي عام 2019 في دوشنبه أثناء زيارة أخي العزيز الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لطاجيكستان ، تدل على مستوى عال من العلاقات السياسية بين البلدين، وهذه الزيارات لها دور كبير وإسهامات مشهودة في تعزيز وتنمية التعاون الثنائي.

وإن حزمة الاتفاقيات الثنائية الجديدة ، التي سيتم التوقيع عليها في إطار زيارة أمير دولة قطر ، ستعزز بلا شك الأساس القانوني لتعاوننا.

 2.    ما أهمية هذه الزيارة لتطوير العلاقات والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات؟

لدينا اهتمام بمواصلة تطوير وتوسيع العلاقات بين البلدين في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.

نعتقد أن نتائج مباحثاتنا ستتيح عوامل وفرصا مهمة لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والإنسانية.

وتجدر الإشارة إلى أنه في مجالات الشراكة المذكورة أعلاه ، وكذلك في مجالات الطاقة والبنوك والصناعة والزراعة والسياحة ، يتمتع كلا البلدين بفرص واسعة غير مستغلة ، وتنفيذها الفعال يلبي مصالح شعبينا.

ونعتبر هذه المجالات مجالات ذات أولوية للتعاون مع قطر ، ونرحب بالحضور النشط للمستثمرين ودوائر الأعمال من الدولة الشقيقة ، بما في ذلك إنشاء مؤسسات إنتاجية مشتركة.

 3.     كيف تقيمون الوضع الراهن للتعاون الثنائي بين البلدين؟

لقد وصلت العلاقات الودية والتعاون بين البلدين إلى أعلى مستوى وهي في تطور مطرد يوما بعد يوم.

  لا شك أن التواصل والتنسيق المنتظم بين الوفود الرسمية الرفيعة المستوى في البلدين ولكذلك على مستوى قيادات وأعضاء البرلمانات، بالإضافة إلى التعاون بين مختلف المؤسسات هي أمور تلعب دوراً هاماً في تفعيل مسار التعاون الثنائي.

ومن الضروري أن يبذل الطرفان جهودا من أجل التنفيذ الفعال للاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة سابقا ، فضلا عن تعزيز أنشطة اللجنة الحكومية المشتركة لطاجيكستان وقطر حول التعاون الاقتصادي والتجاري والفني.

4.    كيف تنظرون إلى مستقبل العلاقات بين البلدين؟

نحن على يقين أن العلاقات الودية والتعاون المثمر مع دولة قطر لها مستقبل مشرق ونتطلع بتفاءل إلى الآفاق الواعدة لهذه العلاقات.

هناك مجالات وقطاعات تعتبر ذات أولوية في طاجيكستان ، مثل قطاع الطاقة ، مختلف قطاعات الصناعة ، بما في ذلك الصناعات الخفيفة والمنسوجات ، والأغذية ، والتعدين ، وتصنيع الفواكه والخضروات ، والمعادن والأحجار الكريمة ، وبشكل عام صناعة المنتجات النهائية من المواد الخام  والأدوية والنقل والمالية.

وإن توسيع إقامة التعاون المثمر والمستقبلي في القطاعات المذكورة سيوفر أساسا مواتيا لزيادة حجم التبادل التجاري والارتقاء بتعاوننا إلى مستوى نوعي جديد.

أعتقد أن هذه المجالات جذابة للمستثمرين القطريين. في هذا الاتجاه ، طاجيكستان على استعداد لتقديم مشاريع استثمارية إلى الدوائر ذات الصلة في البلد الصديق.

تعد دولة قطر من أوائل الدول العربية التي قامت باستثمارات مباشرة في طاجيكستان. وإن شركة "الديار" القطرية تقوم بتطوير المشروع الاستثماري "ديار دوشنبه" في عاصمة بلادنا. وقد تم حتى الآن الانتهاء من المرحلة الأولى من هذا المشروع. وتعتزم الشركة المذكورة استكمال المرحلة الثانية من المشروع في المستقبل القريب. ونحن نتطلع إلى البدء في تنفيذ المراحل التالية من هذا المشروع في أقرب وقت ممكن.

والجدير بالذكر أن جمهورية طاجيكستان هيأت الظروف المواتية للاستثمار وريادة الأعمال وتنمية القطاع الخاص. هناك أكثر من 240 نوعاً من التسهيلات والإعفاءات تخصصها القوانين والتشريعات السارية في البلاد لأصحاب المشاريع والمستثمرين. وتضمن تشريعاتنا حقوقًا متساوية للمستثمرين المحليين والأجانب، ونعتبر ذلك عاملاً مساهماً في زيادة حجم التجارة والاستثمار بين بلدينا.

يُظهر تحليل حالة العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف أن البلدين لديهما حرص على تعزيز التعاون في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.

5.    ما هي برأيك المجالات الرئيسية الجديدة للتعاون بين البلدين؟

بطبيعة الحال ، فإن التعاون التجاري والاقتصادي هو أحد الاتجاهات ذات الأولوية في منظومة العلاقات بين بلدينا. من الضروري زيادة حجم التجارة وتوسيع آلياتها بين الطرفين وتنمية التعاون في قطاع الاستثمار.

وفي هذا السياق يمكن الإشارة أيضاً إلى مجال تصنيع وإنتاج المنتجات التصديرية القادرة على المنافسة، وخاصة مياه الشرب والفواكه والخضروات العضوية.

بالنظر إلى الفرص العديدة للبلدين ، فإننا نعتبر تطوير التعاون في مجال السياحة مفيدًا للجانبين.

  كل هذه المجالات من بين المجالات الهامة التي تحظى باهتمامنا المستمر.

ولتوسيع هذه العلاقات ، فإن إنشاء مجلس الأعمال الدائم للبلدين والعقد المنتظم للمنتديات الاقتصادية ومعارض المنتجات الزراعية والصناعية وغيرها من الفعاليات المشتركة سيكون له دور فعال.

كما يجدر التأكيد على خلق فرص مواتية لتوسيع التعاون في تنفيذ المشاريع المشتركة لأصحاب المشاريع من البلدين في المناطق الاقتصادية الحرة بجمهورية طاجيكستان.

لذلك أدعو مستثمري الدولة الشقيقة إلى الاستفادة الكاملة من هذه الفرص.

وفي ظل الظروف الراهنة ومن أجل تطوير صناعة السياحة، من الضروري أن يصبح بلدانا أكثر وعيًا بقدرات وفرص بعضها البعض وأن يتم اتخاذ إجراءات لتبسيط سفر المواطنين. ونرى أن التنفيذ الناجح للمشاريع المشتركة وتشجيع الاستثمار وتقوية العلاقات في المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك سيمهد الطريق لتوسيع التعاون في قطاع السياحة.

إن طاجيكستان أوجدت ظروفًا مواتية للسياح، ولا سيما أن مواطني دولة قطر بإمكانهم دخول طاجيكستان بدون تأشيرة.

ونحن نعتبر التعاون في مجالات العلوم والتعليم والصحة والثقافة ركيزة مهمة للعلاقات الإنسانية بين الطرفين.

فلا يزال لدى كلا البلدين الكثير من الفرص غير المستغلة لزيادة تعزيز وتوسيع التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف.

6.     التعاون السياسي بين البلدين ورؤية مشتركة لمختلف المشاكل والأزمات الإقليمية والدولية؟

تقيم طاجيكستان وقطر تعاونًا مثمرا في إطار المنظمات الدولية والإقليمية وتدعم كل منهما مبادرات بعضهما البعض على الساحة الدولية.

وفي هذا الصدد، نود أن نشكر دولة قطر على دعمها المستمر لمبادرات طاجيكستان العالمية في مجالات المياه والمناخ والأمن الإقليمي.

  كما نقدر دعم الدولة الشقيقة لمبادرتنا العالمية الخامسة لإعلان عام 2025 السنة الدولية لحماية الأنهار الجليدية.

وفيما يتعلق بحل الأزمات ، فإن طاجيكستان ترى أن المفاوضات هي السبيل الوحيد للتسوية السلمية.

وفي هذا السياق ، إننا نشيد بالجهود الدبلوماسية البناءة للدولة الشقيقة لضمان الأمن والسلم الإقليمي والعالمي.

 7.     ما هي أهم الموضوعات التي ستناقشونها خلال الاجتماع مع أمير دولة قطر؟

أهم القضايا التي يتم مناقشتها على مستوى القمة هي في المقام الأول تعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي. وبالنظر إلى الوضع الراهن في العالم ، سيتم طرح قضايا مواجهة التحديات والتهديدات الأمنية ، والتعاون بين البلدين في إطار المنظمات الدولية والإقليمية.

وتجدر الإشارة في هذا السياق بأن جمهورية طاجيكستان مهتمة تمامًا بتوسيع التعاون الفعال مع دولة قطر وأنظمتها ومؤسساتها في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. فعليه فإن القضايا التي ستناقش خلال الاجتماع هي في حد ذاتها تمثل خطوات مستقبلية جادة في مسار العلاقات بين طاجيكستان وقطر.

8.    ما رأيكم بشأن تنمية التعاون بين البلدين في مجال الطاقة؟

إنّ قطر إذ تُعدّ من الشركاء المهمين على الساحة الدولية بالنسبة لطاجيكستان ، فإن لتطوير العلاقات معها في مجال الطاقة أهميةً كبيرةً.

تبلغ قدرات الطاقة الكهرومائية في طاجيكستان 527 مليار كيلوواط / ساعة من الكهرباء سنويًا ، بينما يتم الاستفادة من هذه الفرص بنسبة 5٪ فقط.

وإن طاجيكستان تحتل المرتبة الثامنة في العالم من حيث امتلاك موارد الطاقة الكهرومائية، أي الطاقة المتجددة، ومن حيث النسبة المئوية لإنتاج واستهلاك الطاقة النظيفة بيئيًا، فهي تأتي في المرتبة السادسة بين دول العالم. وهذا يعني أن موارد الطاقة الكهرومائية هي إحدى الثروات الرئيسية لطاجيكستان.

لقد هيأت حكومة طاجيكستان مناخًا ملائمًا للاستثمار في السنوات الأخيرة. وترحب جمهورية طاجيكستان بالمشاركة النشطة من الجانب القطري في تنفيذ مشاريعها ، بما في ذلك في مجال الطاقة. وإن الموارد المائية الهائلة التي تمتلكها بلادنا والتي تشكل حوالي 60 في المائة من موارد المياه في آسيا الوسطى، تقدم فرصأ واعدةً لتنفيذ مشاريع الطاقة المهمة للمنطقة.

وفي الوقت الحالي يجري تنفيذ أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في طاجيكستان وهو مشروع محطة "راغون"، والذي يعتبر أهم عامل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، فضلاً عن كونها أحد المصادر الرئيسية للطاقة "الخضراء".

وإن أعمال البناء والتشييد في محطة "راغون" للطاقة الكهرومائية تجري بشكل مستر، وقد تم بالفعل تشغيل اثنتين من توربيناتها. وتتكون محطة "راغون" الكهرومائية من 6 توربينات تبلغ قدرة كل منها 600 ميغاوات. وإن محطة "راغون" الكهرومائية بقدرة إنتاجية تبلغ 3800 ميغاوات تعتبر أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في المنطقة.

وإن تطوير مشاريع الطاقة الكبيرة والمتوسطة والصغيرة لدينا يخلق الفرصة لتصدير الطاقة الكهربائية الخضراء إلى بلدان آسيا الوسطى وأفغانستان وباكستان. وفي هذا الصدد ، فإن جمهورية طاجيكستان مستعدة للتعاون مع الجانب القطري.

كما يُقترح أن يشارك القطاع الخاص لدولة قطر في الاستثمارات في قطاع الطاقة في طاجيكستان، ولا سيما في إقامة محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية ، وذلك من منطلق الخبرة الغنية الموجودة لدى الشركات والمعاهد البحثية المختصة في قطر.

شكرًا!

facebook
twitter
 
استمرار
 
استمرار
استمرار
رسالة إلى رئيس جمهورية تاجيكستان
وفقا للمادة 21 من قانون جمهورية طاجيكستان "بشأن طلبات الأفراد والكيانات الاعتبارية"، إذا ما ذكر عنوان اللقب أو الاسم أو الاسم العائلي أو الاسم الكامل أو مكان الإقامة وعنوان موقعه، او قدم خطاء وكذلك دون توقيع، تعتبر مجهولة الهوية ولن تتطرق فيها، و إذا ما لم تكن لديها معلومات عن التحضير لجريمة أو جريمة التي ما ارتكبت فيها.
Image CAPTCHA
الصحافة والإعلام لرئاسة جمهورية طاجيكستان
تلفون/ فاكس.: ٢٢١٢٥٢٠ (٩٩٢٣٧